Türkiye | مدينة إسطنبول تحظر المشروبات الكحولية في الأماكن العامة

istanbul city
مدينة أسطنبول الأماكن العامة

أصبحت مدينة إسطنبول على موعد مع جدل ساخن سياسيا وإعلاميا، بعدما تداولت وسائل إعلام تركية محلية تعميما لوالي أسطنبول يؤكد فيه حظر بيع وتناول المشروبات الكحولية في الأماكن العامة مثل الشواطئ والحدائق.

حيث أثار هذا الأمر غضب الصحف المقربة من المعارضة التي اتهمت الوالي داوود غُل بالتدخل في أسلوب حياة المواطنين, وقال تعميم داخلي أرسله مكتب الوالي بتاريخ 17 أغسطس/ آب الجاري إلى أجهزة الشرطة والأمن، وتناقلته وسائل إعلام تركية.

حيث تقول إن "الشكاوى المقدمة إلى الجهات المختصة مؤخرا أظهرت أن معظم الأشخاص المتورطين في الأحداث التي تخل بالنظام العام داخل حدود ولاية إسطنبول في الحدائق العامة والشواطئ وغيرها من الأماكن المفتوحة للعموم مدمنون على الكحول".

وعلقت صحيفة "جمهوريت" التركية على التعميم، معتبرة أن والي إسطنبول "أعلن حظر تناول المشروبات الكحولية في الأماكن المفتوحة"، منتقدة إثارته هذا الموضوع في وقت تعاني فيه المدينة "صعود نشاط المافيا والمواجهات بين العصابات وأزمة المخدرات وعديدا من المشكلات الأمنية الأخرى".

المعارضة تنتقد

وحسب تعميم والي إسطنبول، سيتم تغريم من ينتهك حظر الكحول في الأماكن العامة بمبلغ قدره 617 ليرة تركية (نحو 23 دولارا)، في حين سيتم وضع الأشخاص الذين يضبطون في حالة سكر تحت السيطرة حتى يزول السكر عنهم.

وفي حين رحب أنصار الحكومة التركية بالتعميم، انتقدته المعارضة وبعض خبراء القانون من المحسوبين على التيار "الكمالي"، الذين رأوا أن ولاية إسطنبول تجاوزت صلاحياتها، معتبرين القرار خطوة إضافية على طريق استمرار الحكومة في "التدخل في نمط حياة المواطنين".

ولم تقتصر ردود الأفعال على الساحة الإعلامية، فقد عبر عدد من الأحزاب المعارضة الرئيسية -على رأسها حزب الشعب الجمهوري- عن رفضهم القرار، فقال أوزغور أوزيل رئيس الكتلة البرلمانية للحزب "هذا ليس نصا تذكيريا، بل هو تمييز في نمط الحياة جاء بتعميم"، واعتبر القرار "لاغيا وباطلا".

وتقدم المحامي محمد أوميت أردم بطلب إلى القضاء، مطالبا بوقف تنفيذ الحكم وإلغاء التعميم، معتبرا أن "شرب المشروبات الكحولية سيضع الناس تحت عبء اقتصادي خطير للغاية ما لم يدفع الوالي الفاتورة", ولاحقا، أعلنت نقابة المحامين في إسطنبول بدورها أنها رفعت دعوى قضائية لإلغاء تعميم والي إسطنبول.

إسطنبول ترد

لكن ولاية إسطنبول عقبت على ردود الأفعال ببيان جديد، أوضحت فيه أنها لم تتخذ قرارا جديدا في الموضوع ولم تحظر شرب الكحول في الأماكن المفتوحة كما صوره رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بل قامت بتذكير السلطات المعنية بتنفيذ التعليمات التنفيذية لقانون 2005، الذي يشمل وضع قيود على بيع واستهلاك المشروبات الكحولية في الأماكن العامة.

وقال البيان "في تعميمنا التذكيري، فقد بينا ما حدده القانون باختصار، عدم بيع المشروبات الكحولية للأطفال دون سن 18 عاما، والامتناع عن بيع الكحول بالتجزئة بين الساعتين 22:00 والساعة 06:00، باستثناء المطاعم والمقاهي المرخصة، وعدم جواز ذلك خارج الأماكن الحاصلة على ترخيص، في مناطق مثل مناطق التنزه والترفيه والسواحل والشواطئ وما إلى ذلك".

وأضاف بيان الوالي "بصفتنا واليا لإسطنبول، تأثر نشرنا لهذا التعميم التذكيري بشكاوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن المواطنين في أثناء زياراتنا للمنطقة، في ما يتعلق بالحوادث الفوضوية التي حدثت بسبب استهلاك الكحول".

ونقلت صحيفة "جمهوريت" المعارضة عن المحامي المختص بالشؤون الإدارية متين غونداي قوله إنه لا توجد مادة خاصة باستهلاك الكحول في القانون رقم 5326 المشار إليه في القرار، وقال "يمكن فرض مثل هذا الحظر بموجب القانون، وليس بالتعميم".

واستدرك أنه في المادة 35 من قانون الجنح يمكن تطبيق العقوبات على الأشخاص الذين يتصرفون بطريقة تزعج سلام وهدوء الآخرين بسبب السُكْر، مضيفا "مع ذلك، لا يمكن القول إن الأشخاص الذين يشربون الكحول على الشاطئ أو في الحديقة يهددون النظام العام".

من جهة أخرى دافع الباحث والكاتب الصحفي يوسف كابلان عن قرار ولاية إسطنبول، قائلا -عبر حسابه على موقع "إكس" (تويتر سابقا)- إن الوالي داوود غُل "واحد من أكثر الولاة كفاءة وتميزا وسيذكره التاريخ باحترام وامتنان"، محذرا من "حملة تشويه" يتعرض لها على خلفية القرار.

من جانب آخر رحب النائب عن مرسين من حزب "هدى بار" فاروق دينتش بخطوة ولاية إسطنبول، وقال -في تغريدة له على موقع "إكس"- إن "اختبار الصدق في منع العنف ضد المرأة وحماية الأسرة يمر من خلال مكافحة الكحول والإدمان على الكحول والمخدرات والقمار والشراكات العرفية والوسائل المؤدية إلى الزنا".

دولة تركيا

تركيا هي دولة تقع في جنوب شبه الجزيرة البلقانية وغرب آسيا، وتمتد عبر منطقة واسعة من البحر الأبيض المتوسط إلى بحر إيجة والبحر الأسود. عاصمتها أنقرة، وأكبر مدينة ومركز ثقافي رئيسي للبلاد هي إسطنبول.

تركيا لها تاريخ طويل وحافل. كانت تعتبر مركزًا للحضارات المختلفة على مر العصور، بدءًا من الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية البيزنطية، وصولًا إلى الدولة العثمانية التي استمرت لأكثر من 600 عام.

في عام 1923، تأسست تركيا الحديثة كدولة جمهورية بعد انهيار الدولة العثمانية، وأصبح مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك رئيسًا للبلاد.

تركيا هي دولة ديمقراطية وعضو في العديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو). تعد تركيا أيضًا جسرًا ثقافيًا بين الشرق والغرب نظرًا لموقعها الجغرافي وتأثيرها التاريخي.

اللغة الرسمية في تركيا هي التركية، وتعتبر الإسلام الديانة الرئيسية للبلاد، حيث يعتبر المسلمون الأكثرية الساحقة, تركيا لديها اقتصاد قوي ومتنوع، وتعتبر أحد الوجهات السياحية الشهيرة في العالم.

تجذب البلاد المسافرين بشواطئها الجميلة، ومواقعها التاريخية مثل مدينة ترويا وموقع البوسفور، والمدن الساحلية الشهيرة مثل بودروم وأنطاليا.

مدينة اسطنبول

إسطنبول هي أكبر مدينة في تركيا وتعتبر واحدة من أكثر المدن ازدحامًا وحيوية في العالم. تقع إسطنبول على الساحل الشمالي الغربي لتركيا، حيث تجتمع بحري مرمرة والبحر الأسود.

تاريخ إسطنبول غني ومتنوع، حيث كانت مركزًا لعدة إمبراطوريات وحضارات. في العصور القديمة، كانت المدينة تعرف باسم بيزنطة وكانت عاصمة للإمبراطورية البيزنطية.

في القرون الوسطى، أصبحت مدينة القسطنطينية الرومانية الشرقية وعاصمة للإمبراطورية البيزنطية. ثم تحولت في القرن الخامس عشر إلى العاصمة العثمانية عندما تم تأسيس الدولة العثمانية.

تعد إسطنبول مزيجًا فريدًا من الثقافات والتراثات، حيث يمكن رؤية التأثيرات البيزنطية والإسلامية والعثمانية في جميع أنحاء المدينة. واحدة من أبرز معالم إسطنبول هي البازيليكا الشهيرة "آيا صوفيا"، التي كانت في الأصل كنيسة بيزنطية ثم تحولت إلى مسجد والآن تعمل كمتحف.

كما تشتهر إسطنبول بمعالمها السياحية الأخرى، مثل البازار الكبير "البازار المصري" والبازار الكبير "البازار الكبير"، وقصر توبكابي، ومسجد السلطان أحمد، وقصر دولما بهتشة. وبالطبع، لا يمكن نسيان جسر البوسفور الشهير، الذي يربط بين القسم الأوروبي والقسم الآسيوي من المدينة.

إسطنبول تعد مركزًا للثقافة والفنون والتجارة في تركيا، وتوفر العديد من الفرص السياحية والترفيهية للزوار. تتميز المدينة بمجموعة متنوعة من المطاعم والمقاهي والمتاجر، بالإضافة إلى حياة ليلية نابضة بالحيوية.

إسطنبول هي وجهة سياحية شهيرة وتجذب الملايين من السياح سنويًا. فإذا كنت تخطط لزيارتها، فستتمتع بتجربة ثقافية وتاريخية فريدة.

المصدر: الجزيرة

Post a Comment

1 Comments