Diego Maradona | حلم مارادونا يتحقق مع ميسي على أرض قطر

Diego Maradona
مارادونا مع ميسي

حلم مارادونا تحقق على أرض دولة عربية هي قطر ضمن بطولة كأس العالم 2022 والتي اقيمت على أرضها الدوحة وتحديدا ملعب لوسيل الفخم والجميل ومع رجال ورفقاء ميسي تحقق الحلم وبشت ميسي وهو يرفع كأس العالم.

حديثي اليوم عن جمال وسحر كرم القدم, طبعا كرة القدم لم تبقى مجرد رياضة, بل اليوم أصبحت صناعة وصناعة كبيرة جدا وتجارة ضخمة.

لذلك نجد أن الدول في أغلب قارات العالم تتسابق لفرص الفوز بإستضافة بطولة كأس العالم عن طريق تقديم ملفها إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا.

اليوم تحولت كرة القدم من مجرد لعبة تلعب في الحواري والشواطئ, إلى عنصر مهم إختلط بالسياسة والمال والإقتصاد والسياحة والثقافة والشأن الإجتماعي وأيضا الجانب النفسي السلوكي للفرد.

وهنا راقب أيها القارئ مشاعر الجماهير وهم يتابعون المباريات لاحظ العنفان والتسامح والتفاعل والثقة بفرحها عندما منتخب بلادهم يفوز, وطريقة حزنها والآلم عندما تخسر أحد هذه المنتخبات.

في الحقيقة أنا أتابع مباريات كرة القدم وأفهم تفاصيلها وأحكامها والقوانيين التي تلعب بها, وفي نفس الوقت أخواني وأخواتي وأولاد أخواني وأولاد أخواتي يتابعون.

وهي فرصة لفتح باب النقاش حول مفهوم الولاء والبراء وهل يصح تشجيع الفرق الغربية, وحكم تعليق الصليب ورفع الشعارات المخالفة للدين الإسلامي كمثال شعار المثلية.

وأحكام سجود الشكر في الملاعب من قبل بعض اللاعبين في الملاعب مع كل هدف أو فرحة, وماهي أحكام العورة بالنسبة للاعب, وأيضا للمرأءة وأحكامها, وغير ذلك.

ولست هنا حتى أصدر حكم في متابعة مباريات كأس العالم أو لا, أو مناقشة الجوانب السلبية لهذه المباريات ونحو ذلك, فمثل هذه المباريات تعد الأن واقع فرض علينا وعلى بقية شعوب الأرض.

وهو واقع مؤثر جدا في حياة وسلوك الناس سوى الأطفال الشباب وحتى كبار السن, وعلينا التعامل مع هذا الواقع بطريقة عقلانية, من خلال تغطية جميع الجوانب, وليس الحديث فقط عن الجوانب السلبية والمحضورات لهذه المباريات أو لعبة كرة القدم.

ومن السهل جدا الإعراض عنه جملا وتفصيلا, ولكن في هذا المقال أحببت أن أتكلم عن بعض الهوامش الإيجابية والتي حدثت خلال مباريات كأس العالم, وهي في الحقيقة تعد مكاسب.

مكاسب يفرح لها كل مسلم عربي غيور, ويمكن توضيفها لمصالح عظيمة, ومن أهم هذه المكاسب شعور الشعوب الإسلامية والعربية بمعاني الوحدة والتعاون والمحبة والتعاطف مع أنها مجرد كرة قدم.

فوز السعودية في مواجهة الأرجنتين وتفرح جميع الجماهير الإسلامية والعربية لفوز السعودية, ومع مقولة ( ميسي وينه كسرنا عينه ).

وتفوز تونس في مواجهة فرنسا فتفرح جميع الجماهير الإسلامية والعربية لفوز تونس, وتفرح أكثر الجماهير الإسلامية والعربية لفوز المغرب في مواجهة أسبانيا والبرتغال مع أنها مجرد كرة قدم.

مكسب عظيم أيها الأخوة والقراء والمتابعين أن تستعيد الأمة الإسلامية والعربية شعورها بالتوحد والتعاطف واللفة والنصر والفرح والإنتصار.

من يستطيع أن ينكر أنه مكسب عظيم, نعم صحيح أنه إنتصار كروي رياضي ولكنه جعلنا نفهم مشاعر أمتنا العظيمة من المحيط إلى الخليج.

وتجذر وترسخ روابطها العربية والإسلامية وتوحد قلوب الشعوب, نعم إنه إنتصار كروي ولكنه إنتصار يطربنا يفرحنا, وأي شي يطربنا لفرحة فوز منتخب بلد عربي مسلم شقيق وهو فوز مسلم على منتخبات غربية أوروبية.

ولو كانت كرة قدم تبقى فرحة عظيمة, البعض من الناس مستكثر الفرحة على الشعوب العربية أو حتى الإسلامية, ( يا أخي خلي الناس تفرح وتنبسط ).

ولو حصلت بعض المخالفات من قبل الجماهير هناك التوجيه والشرح حتى يعرفوا طريق الصواب ولا تتكرر هذه المخالفات.

يا أخي إذا فقدت الشعوب مشاعرها فإن بنائها وتوحدها وتماسكها يستحيل, لأن توحيد الشعوب ينطلق من لحظة الفرحة والحلم بأن هناك مجدا عظيما قادم إليها, مثال ( حلم الشعب الأرجنتيني وحلم مارادونا وحلم ميسي ).

ولو مكثنا السنوات والعقود فلا نستطيع بدون أن يكون هناك أمل في أمتنا نرجوه إذا لم يكن مبني على أسس العواطف والمشاعر, مشاعر المحبة الأخوية في الدين واللغة.

هذه العواطف والمشاعر الإيجابية بين بعضنا البعض تعزز فينا معنى الأخوة وتشعرنا بمفهوم الجسد الواحد وهذا أهم وقود لنهضة وصحوة أمتنا الإسلامية والعربية ونهضتها الفكرية والمعرفية.

هذا مكسب عظيم أشبه بحلم يتحقق إنه مكسب يتألم له المنافقون والعلمانيون والملحدون ومناصري مفهوم المثلية وداعمي مفهوم حرية المرأة.

ويتألم له أيضا المنبهورن بالغرب ومفهوم الحضارة الغربية, ويتألم له المتفرنسون, ويتألم له أعداء الأمة الإسلامية والعربية.

Diego Maradona
Diego Maradona

ويتألم له كذلك أولئك الذين يحاولون إنتزاع المغرب من هويته وإنتمائيه الإسلامي والعروبي, أو إنتزاع أوطانهم من المحضن والإنتماء العربي والإسلامي.

الكل هؤلاء يتألقون الأن ركلة موجعة في صميم مشروعهم, مع أن الجميع يعرف أنها مجرد كرة قدم, ولكن أوجعهم إنتصار السعودية أوجعهم إنتصار تونس وأوجعهم كذلك إنتصار المغرب.

هذا أحسبه إنتصار أكبر من مجرد إنتصار الأهداف والمباريات, ومكسب آخر إلى بلاد المغرب العربي الإسلامي وهم تونس الجزائر المغرب وموريتانيا.

هؤلاء الدول في المغرب العربي لا يمكن أن تغيب عنهم قضية فلسطين عن ذاكرتهم, مكسب عظيم أن تحضر فلسطين وعلم فلسطين وقضية فلسطين على مدرجات الملاعب وساحاتها وهتفاتها, وبين جنبات الملاعب سوى الداخل أو الخارج.

حين تغيب فلسطين أو قضية فلسطين في أروقة المؤتمرات السياسية الدولية, قضية فلسطين كم أنفقوا من الأموال على تغيبها وتسفيها وسب أهلها وتشويه مقاومتها إلى العدو.

قضية فلسطين حضرت رغم أنف الجميع ( بالغصب حضرت ) وأمام الملايين في شتى أنحاء العالم في مباريات كأس العالم والتي أقيمت في قطر 2022 مع أنها مجرد كرة قدم.

نموذج يتحقق وفيه قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ). سورة الأنفال _ الآيه 36.

ذكر أحد الأخوة القراء مكسبا جميلا من مكاسب هذه المباريات وهو ما نفذه لاعبو المغرب لاعبي منتخب المغرب بعفوية بدون أن يهدفوا إلى أمر معين وهو إحتفالهم مع أمهاتهم.

الغرب غرس عبر إعلاميه ووسائل التواصل الإجتماعي من عقود عادة سيئة وهي إصطحاب اللاعبين إلى العشيقات والإحتفال معهن بعد الفوز.

بينما في هذه المباريات وتحديدا كأس العالم في قطر اللاعب المسلم يحتضن أمه ويقبل يدها ويكرمها أمام الجميع وينزل بها إلى الملعب بعد الإنتهاء من المباراة.

قيمة جميلة من قيمنا الإسلامية والعربية الحضارية والتي لم يعرف عنها الغرب ولا العالم شيئا, لأنها لم تحدث أمامهم من قبل, فعلها المغاربة أفراد المنتخب المغربي.

إنه تسونامي مغربي أيها القراء في كل ما هو جميل للحضارة الإسلامية, نعم إنها مجرد إحتفال في مباراة كرة القدم ولكنه يكشف عن أمر هو من صميم ثقافتنا المهزومة والمخفية على بقية شعوب الغرب.

والتي تعاني من تشويه الخصوم وضغط الغالبين عليها, أليس هذا مكسبا عظيما إلى أمتنا وقيمنا, حتى لو تحقق في ملاعب كرة القدم.

نعم وهذا السجود الذي يسجده اللاعبون المغاربة مع كل فوز وإحتفال, أليس هو صورة جميلة وتصرف حسن, بينما كان البعض يشكوا الصبية الصغار أنهم ربما يقلدوا حركة الصليب إذا شاهدوا اللاعبين بعد فوزهم.

أو عندما يقلدون حركة الإنحناء العابدة إذا شاهدوا بعض ألعاب الفنون القتالية, هي فرصة ليرى الأطفال كيف نعبر عن شكرنا إلى الله سبحانه وتعالى بالسجود له وحده.

كما ذكرت لكم بأني أعرف الكثير عن عالم كرة القدم, وفي نفس الوقت دفعني الفضول إلى رؤية بعض الأهداف فرأيتها, ورأيت بعض مقابلات اللاعبين المغاربة.

أما حارس المغرب هذا الحارس الدرع الموفق فلقد أدركت بأنه إنسان عاقل وهو على ثغر يتكلم بصمته ويقول بفعله ويفتخر بهويته.

هذا الحارس المغربي ياسين بونو والذي يعتز بلغته العربية ويرفض الإجابة على الصحفيين بغير اللغة العربية, فإن سأل بلغة أخرى سكت.

اللاعبون المغاربة أيها القراء المحترمون علمونا رؤية جمال هذا الدين الإسلامي وروعة الأخلاق والتي هي محل إمتداح ورعاية.

وإذا كان هذا شأن عوام المغرب ولاعبيها فكيف بشأن علمائها ودعاتها وأوليائها يا سبحان الله ومع ذلك يلوموني في حب المغرب وشعب المغرب الشقيق.

وفي الختام أشكر كذلك كل الدعاه الذين توجهوا إلى مباريات كأس العالم في قطر لدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وأن البعض ولله الحمد دخل في دين الإسلام.

فالمسلم المهموم بنشر الدين وحال الأمة ونشر فضائل الأمة هو ينتهز كل ثغرة ويوظف ويستغل كل الفرص ويتشبث بكل قشة تسمح له بشرح الإسلام والدعوة إلى الله وحده لا شريك له.

وكأس العالم والتي أقيمت وأختتمت في قطر بفوز الأرجنتين بكأس العالم على فرنسا, هذا بلا شك هو أكبر فرصة وأكبر من قشة وأكبر من ثغرة.

وختاما نقول ( رونالدو وينه كسرنا عينه ) من أمام المغرب و( ميسي وينه كسرنا عينه ) من أمام السعودية, هذه هي ختام مباريات كأس العالم شكرا قطر.

Post a Comment

2 Comments